-A +A
ياسر أحمدي
إن خدعك شخص مرة فهو وضيع، ولو خدعك مرة ثانية فهو حقير، لكن إذا خدعت أنت مرة ثالثة فأنت بصراحة.. أحمر من الحمار!
حكمة قالتها لي جدتي فوضعتها «حلقة في أذني»، ومع ذلك تعرضت إلى عشرات الخدع من محتالين محليين ودوليين أوهموني بقدراتهم على مضاعفة رصيدي في البنوك. دفعت لهم ألف ريال في انتظار مضاعفته إلى مائة ألف ريال، فأنفقت نحو ألفي ريال نظير فواتير الاتصال ما بين نيجيريا وبوركينافاسو والسنغال لاسترداد ما دفعته، وللأسف (طلعت تنبل مش حمار بس).

غضبت جدتي من غبائي وهمست في أذني: إن كنت تود أن تعيش حياتك كلها غبيا، كن غبيا بطريقة ذكية، يعني بإرادتك، وهي النصيحة التي ظللت أبذلها لكثير من الأغبياء من حولي، الذين وقعوا ضحايا لمن يطلق عليهم خبراء تظهير الأموال أوهموا عددا من راغبي الثراء السريع بقدراتهم الخارقة على تحويلهم من خانة الفقراء وأبناء السبيل إلى قائمة الأغنياء.. ليت الضحايا سألوا أنفسهم: لو كان لأولئك المحتالين قدرات مثل هذه لاكتفوا بها لأنفسهم عملا بالحكمة العربية الرصينة: «جحا أولى بلحم ثوره»..
قضايا كثيرة، مثل هذه، تعقبتها الأجهزة الأمنية، ونجحت في فك طلاسمها ووصلت إلى المحتالين. ليت الأجهزة المختصة التي تعاقب المحتالين، لا تتورع عن معاقبة الأغبياء ممن يشغلون بغبائهم الشرطة والمحاكم بتهمة إزعاج السلطات أو الحكم عليهم بوضعهم تحت الوصاية ضمن قوائم خاصة بالتنابل والأغبياء.
أيها الزملاء الأغبياء الكرام: اعلموا أن ثلاثة أشياء لو راحت لن تعود: الحب، والعمر، وتحويل رصيدك المصرفي إلى بوركينافاسو والسنغال!.